عازف الليل و السمراء....

كانت تمطر عندما تلقت هاتفا اخدت السماعة لتجد صوتا مالوفا عندها فتم اخبارها بانه تم العثور لها عن عمل اخيرا بعد طيلة الانتضار...امراة سمراء جميلة نوعا ما... دات شعر طويل احمر و عينين عسلتين مرحة بطبعها بريئة ...كانت دائما لها الامل فى الحياة ...ففرحت لهدا الخبر لانها كانت فى امس الحاجة الى عمل مربح يعينها على هاته الحياة فهى نشات فى عائلة متواضعة ...فصعدت بدون تردد الى الحافلة للدهاب الى مكان العمل و العنوان مكتوب فى ورقة صغيرة دون ان تعلم بانها ستتغير حياتها كليا و هى فى طريقها الى تلك البلدة ...و صلت اخيرا الى مكان العنوان طرقت الباب ليفتح لها رجل عد الخمسين من عمره طلب منها الانتضار عندما اخبرته بانها الممرضة الجديدة هاده هى مهنتها التى تزاولها مند سنين بكل حب لانها تساعد فيها الغير ...فتم ادخالها الى غرفة كبيرة لتجد نفسها امام رجل قمحى اللون امرها بالجلوس و هو ينضر اليها احست مند الوهلة الاولى بنوع من الارتباك ...لم ينطق بكلمة واحدة فقط سالها عن اسمها تم امرها بالانصراف ...بعد ان قدم لها ورقة فيها مواعيد الدواء ...و بدات عملها فى اليوم التالى دخلت حسب الموعد المطلوب لاعطاء الدواء فهو كان متعبا نوعا ما ..كان ياخد منها الدواء دون ان ينطق معها بكلمة واحدة و بعد طيلة الجهد ارادت ان تخلد الى النوم فسمعت موسيقى حزينة فعرفت بعد دلك بانه عازف و سالت نفسها كيف يكون عازفا وهو قاس لهاته الدرجة ...وما يحزنه..و لمادا هو قاس القلب لهاته الدرجة ...و طيلة مدة خدمتها كانت تحس بمعاملة جافة ليس فيها اى احساس ...و لطالما تسالت ايمكن ان يكون هناك مخلوق بدون احساس ....و لمادا يعزف الحانا رقيقة رغم هدا الطبع القاسى .. احست كانما يبحث عن شىء مفقود لديه و لم يعثر عليه و هدا ما يسبب الحدة فى طبعه و ما يفسر ربما قساوته....كانت كلما ودت الاقتراب منه تجد هناك قساوة اكثر ...لدرجة كلما قدمت له الدواء ترتعد من شدة الخوف لبرودته و قساوته اللا متناهية ....و عندما اكملت مدتها تلقت ضرف فيه بعض النقود لخدمتها ...رجعت الى يلدتها و كان املها الوحيد التواصل مع هدا الرجل الغريب ...رجعت وعدة اسئلة فى عقلها لم تجد الاجابة عنها لحد الان....امعقول هناك قساوة فى هاته الدنيا لهاته الدرجة ...امعقول يمكن ان يكون انسان منعدم الاحساس لهاته الدرجة ...