قصيدة " عندليب .. أنشودة الحياة " -- للشاعر/ علاء الدين سعيد

قصيدة " عندليب . . أنشودة الحياة "
للشاعر/ علاء الدين سعيد
-------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أعزائى القراء و الذواقة الأعزاء.. هل رأى أحدكم طائر العندليب من قبل ؟ .. ربما لا .. لكننا نحبه رغم ذلك أو أكثرنا .. انِّى احب طائر العندليب لما له من صفات الرقة والجمال وعذوبة الصوت وما به من سحر .. الا انه طائر يحتاج ممن يحبه ان يتحمله لانه طائر يعشق التعلق والهجر معا كما اراد .. وقد تمنيت حبيبة لى بها كل صفات العندليب الا الهجر والتقلب بين الفينة والاخرى .. تمنيت حبيبة فتخيلتها هى العندليب فأسميتها باسمه .. اهدى قصيدى اليكم اعزائى .. وبها سترون الحب عندى كيف يكون وتدركونى عاشقا...
الشاعر
علاء الدين سعيد
****** *************
" عندليب .. أنشودة الحياة "

جَـنَّــاتُ عَـدنٍ أَرَى ؟ ، أَمْ يـا تُــرَى فِـــيــنـا
فى " عندليب َ" شَـدَت حُـسْـناً فَـتُـشـجِـينا ؟

أَرنــو اِلـيـهــا ، فَـأَحـيــــا العُــمْـــرَ أَجـمَـعَـهُ
فـى نَـظـــرَةٍ أَلــهَــبَــت فــيـــنـــا نَـواصِــيــنـا

أُســائِـلُ الـحُـسْــنَ فـى عـيـنـيـكِ مُـلْـهِـمَـتـى
لَـمَّـا أُسِــرتُ ، و مَـرْحَــى حـيـن تَـسْــبِـيْــنـا

ما لِـلــعَـنَـــادِلِ فـى عــيـنـيــكِ هـــائِـمَــةٌ
خَـفَّـــاقـةُ الـقـــلـبِ لـلآفـــاقِ تُـلْـقــــيــنــا ؟

نُـصــافِـحُ الأَنــجُــمَ الـحَــيـرَى ونُـرشَـــدُها
أَىَّ الـمَــداراتِ نَـحـــوَ الـعِـشـقِ تَـحــذُونــا

فـنـحــنُ فـى عِـشــقِــنـــا آَىٌ مُـنَــغـــمَـةٌ ،
مَـن ذا بِـتَـفـسِـيـرِهـا يَـومــاً يُـوافـيـنــا ؟

فالصُـبْحُ أَنتِ ، و أَنتِ الشَمـسُ اِذْ بَزَغَــت
و تَـنَـكَّـرَت فى اسـتِـدارَةِ وَجـهِـكِ الحِـيـنــا

تَـسـتَـلْـهِـمُ الحُسنَ مِن سَـمتٍ أَهـيـمُ بِــهِ ،
ما كُـنـتُ قَـبـلَ لِـقــاءِ هَــواهُ مَجــنــــونــا

نِـعــمَ الجُــنــونُ اِذا كــانَ الهُــيـــامُ بِــــهِ
عِـشـقـاً وَفِـيَّــاً لِـمَـن بِـالـحُــبِّ يُـحْـيــيـنـا

و أَنـتِ أَنـتِ الحـيـاةُ ، و أَنـتِ مُلْهِـمَـتِىْ
ما كـانَ شِـعـرِىْ اِذا ما كُـنـتِ تُـوْحِـيْــنـا
********************

ما لِـلْـعَـنــادِلِ ؟.. فى عَـيـنَـيكِ تَسْـبِينا ،
تَـشْـدُوْ وَ تَـعـلُـوْ وفى الأَحْـداقِ تُـبْـقِـيْـنـا

أَنَـحْـنُ لَـحْـنٌ لَهـا رَقَـصَـت بِـهِ طَـرَبَاً ؟،
أَمْ نَـحْـنُ أُغْـنِـيَـةٌ لِـلْـحُـبِّ تَـشـدُونـا ؟

اِذ أُبْـصِــرُ الـفَــرْحَ فــى عَـيـنَـيْــكِ لألأَةً
تَـخْـشَـى مِنَ الـبَـوْحِ خَـوفاً أَنْ يُجافِـيـنا

لَـكِـنَّ أَهْـلَ الـهَـوَى فى سِـرِّهِمْ .. عَـلَـنٌ ،
كَـمْ تَـفْـضَـحُ الـعَـينُ مـا أَخـفَـى مُحِـبُّـونــا

فَـإنَّـمـا الـبَـحـرُ فى عَـيـنـيـكِ يُـغـرِقُـنى ،
فـأَلْـمَـسُ الـدُّرَّ فى الأَعـمـاقِ مَـكْـنــونـــا

أَطـفُـوْ عَـلَى الـمَـوجِ يَـغـلِـبُنى و أَصْرَعُهُ
و أَنـشُـــدُ الـبَــرَّ بالأَحـضـــانِ يَـحـويــنــا

فَـأَنـتِ دِفءٌ لِـعُـمــرِىْ عِـشـتُـهُ شَـغَــفــاً
بِـكِ يـا حَـنِـيــنـاً تَـجـافَى عَـنـهُ ماضِـيـنــا

والـحُـبُّ فِـيـنــا فَـتِـىٌّ عُـمـرُهُ الأَبَـــــدُ ،
و قَـلـبُــهُ لِـلـمَــدَى يَـنـمُــوْ .. فَـيَـأْوِيـنــا

حَـتَّى امـتَزَجنا ، فَـصِرتِ الذاتَ أَعشَقُها
رُوحـاً و قَـلْـبـاً و نَـفـساً .. مُذْ تَلاَقِـيْـنـا

حَـتَّى لَقـالُـوا : أَنـانِىُّ .. فَـقُـلْـتُ لَـهُـمْ
أَدرَكْـتُـمُـونى اِذَنْ .. عِـشـقـاً و تَـكْـويـنـا
********************

اِنِّـىْ أَنـا أَنـتِ يـا ذاتــى و أَنـتِ أَنـــــا ،
مَـن ذا تَـوَهَّـمَ تَـمْـزيـقـاً يُـثَـنِّـيـنــا ؟

اِنَّـا .. مَحَـــونا مِنَ القـامُـوسِ مُفــرَدَةً
هِىَ لِلمُثَـنَّى ، وليسَت " نَحنُ " تَعـنـينا

و اِنْ نَـطـقـنـا بِـنَـحـنُ ، فـذاكَ تَعـظِـيـمٌ
لِمـا احـتـويـنـاهُ مِن حُــبٍّ و يَـحـــوِيـنـا

فَـاِنَّـنِىْ عِـشـقٌ .. مِـنِّىْ اِلَـيْــــكِ أَنـــا ،
عَـيـنـاىَ أَنـتِ و اِبْـصــارِىْ أَمانِــيـنـــا

تُـحَـلِّـقِـيْـنَ عَـلَى مَـتـنِ السَـحـابِ بِـهـا
فى رِقَّـةٍ .. أَفـرَدَتـنِـىْ فِـيـكِ مَـفـتُـونـا

تَـعـنـيـنَـنِىْ بِالهَوَى والعِشقِ مُخلِصَةً ،
أَهْـفـوْ اِلَـيْـكِ .. و بِالأَشـواقِ تَـلْـقِـيـنا

تَسـرِينَ نَهْـراً مِنَ الـوُجْـدانِ دَفـقَـتُـهُ
مِنَّـا اِلَـيْـنــا مَــدَاهُ .. بِـلا تَـنــائِـيـــنــا

يـا أَعــذّبّ الأَنـهــارِ لا عَـلَـيـــــكِ اِذَن
مـاضٍ ظُـلِـمْـنـا بِــهِ بُـعـداً و تَهْـوِيـنـا

فـاِنَّـما النَهـرُ .. اِنْ حَـبَسُـوا تَـدَفُّـقَهُ ،
فـاضَ الهَـوَى مِنهُ كَىْ تَـحيـا رَوَابِـيـنا

و اِنَّـنى البَحـرُ فِىْ أَحـضـانِىَ انطَــلِقِىْ
ولا تِعُــوْدِىْ اِلَى مـا كـانَ يُـضـنِـيــنـــا
********************

يـا "عـندلـيبُ " تَعــالَىْ فى أَمانـيـنــا
نُـحـيِى الـحـيــاةَ بِهـا حِـيـنـاً و تُحـيِـيْنَا

يـا عـندلـيبُ وأَنـتِ العِطـرُ فى الزَهَـرِ
و أَنـتِ أَعـــذَبُ لَـحـنٍ فى أَغـانـيــنــا

و اَنـتِ أَصـفَـى نَـهـارٍ شَـمـسَهُ كُـنـتِ
يـا عـندلـيبُ ، و قَـمَـرٌ سـاهِرٌ فِـيــنــا

و أَنـتِ رِقَّـةُ شِـعـرٍ حـالِـمِ الـصَـــوْتِ
يـا عـنـدلـيـبُ .. أَيـا أَرقَـى مَعـانِـيـنـا

و أَنـتِ مَـعـزُوفَــةُ الـقِـيـثَـارِ دَنـدَنَــةً
رقـيـقـةَ الـرُوحِ هـادِئَــةً تُـصـافِـيـنـا

أَراكِ فـيـها كَـوَجـه الـنِـيـلِ نـاعِـمَةً
صَـفِـيَّـةَ الـقـلـبِ مُـخـلِـصَةً فَـتُـثرينا

فَـغَـدا فُـؤادى نَـعـيـماً أَنـتِ جَـنـتُــهُ
يـا عـندلـيبُ ، وماذا عـنكِ يُغـنِيْنا ؟

هـل بى فُـؤادٌ بِلا نَـبـضٍ ولا أَمَلٍ ؟
أَبِلا الـربـيعِ يَـعُـمُّ السِحرُ وادِيـنا ؟

أَنـتِ الوُجُودُ و كُل الكَونِ فى عَينِى
يـا عـندليـبُ .. أَيـا أَغـلَى أَسامِـيـنا

يا بِنتَ عُمرِىْ ورُوحِىْ يا هَوَى قَلبِىْ
يا دِفْءَ أَحـضانِـنا مِن غَدرِ ماضِـيـنا

يـا أَنـتِ يا قُــُبْـلَـة ً فـى الـبَـردِ دافِـئَـةٌ
تُـهـدِى الـحـيـاةَ لِـحاضِـرِنـا و آتِـيـنـا

تَـجـرِينَ جَـوفِىْ دِمـاءاً فى شَرَايِيْنى
و أَنـتِ حَـولَ دَمِىْ دُمْـتِ الشَرايِـيْــنا

فَأَنـتِ أَنـتِ الحيــاةُ وأَنـتِ مُلْهِـمَــتِىْ
و أَنـتِ ذاتِىْ اِذَنْ .. عِـشقاً و تَكْـوِيْنا

********************
الشاعر
علاء الدين س

عيد

زائر

ياه ما اجمل الكلمات بل الاحاسيس التى جعلت القلب يبكى فرحا احقا هناك حب ومازال العشق فى هذا الكون
كم اتمنى اللا يفرق الله الاحباء ويديم عليك ياشاعرنا العظيم الالهام فانت تستحق كل التقدير

ابدعت بالاحرف عشقا وتكوينا ونهلت من فيض روحك اسمى الترانيما فيا روعتك سيدى بين المحبينا
دمت شاعرا جميلا رائعا تخطط على الزمان اسمى التعابيرا

قرات قصيدتك سيدى بدل المرة مرات وعدت اقف على الحروف والكلمات فلم اجد اجمل منها حسا وشاعريه جامحه تاخذك معها فى دروبها تحملك الى اعالى القمم وتلامس معها شمس النغم
جميله بل رائعه تضاف الى تاج القصيد

عزيزتنا دكتورة هيام

أشكر لك ثناءك العظيم لما قصدت قصيدتى هذه

تأكدى أن الحب موجود بقوة فى هذا الكون و لكنه نسبى

و إن كنت أرى له معنى غاليا عندى و قيمة لا تقدَّر

أشكرك على مشاعرك الرقيقة و رؤيتك لقصيدتى بحسك المرهف و روعة تعليقك

تقبلى غالى تقديرى و اعتزازى

عزيزتنا و شاعرتنا الأستاذة همت مصطفى

أشكرك جزيلا على تعليقك الفريد على قصيدتى هذه

و تأكدى أن قوة الحب خلاَّقة مبدعة فى ذاتها و قد يكون هذا الحب فريدا فى هذا الزمن و غيره على السواء

بل الأعجب أن ينشأ الحب كبيرا فى بيئة تخالف منهجية النظرة فابتسامة فموعد فلقاء

فبالفعل

ينشأ حتى قبل لقاء الحبيبين وجها لوجه

لأنهما التقيا عمقا فى عمق و روحا فى روح و ذاتا فى ذاتيتها و تغلغلا و توغلا بلا حدود

كما فى قصيدتى حتى و لو لم يكن بينهما حتى مجرد البوح

الذى استعاضا عنه كثيرا بكتمان أبلغ منه

لكنه الحب

لكـــــــــــــــــــــــــــنه الحب................

أَنـتِ الوُجُودُ و كُل الكَونِ فى عَينِى
يـا عـندليـبُ .. أَيـا أَغـلَى أَسامِـيـنا
يا بِنتَ عُمرِىْ ورُوحِىْ يا هَوَى قَلبِىْ
يا دِفْءَ أَحـضانِـنا مِن غَدرِ ماضِـيـنا
يـا أَنـتِ يا قُــُبْـلَـة ً فـى الـبَـردِ دافِـئَـةٌ
تُـهـدِى الـحـيـاةَ لِـحاضِـرِنـا و آتِـيـنـا
تَـجـرِينَ جَـوفِىْ دِمـاءاً فى شَرَايِيْنى
و أَنـتِ حَـولَ دَمِىْ دُمْـتِ الشَرايِـيْــنا
فَأَنـتِ أَنـتِ الحيــاةُ وأَنـتِ مُلْهِـمَــتِىْ
و أَنـتِ ذاتِىْ اِذَنْ .. عِـشقاً و تَكْـوِيْنا
********************

سلام عليكم ننقشه على بيرق سلام يرتقي نحو حدود السماء....
العشق السامي ترنيمة أمل و أسطورة حياة...
فمن سترضى بعد سحر قصيدتك ألا تكون " العندليب"..؟
شاعرنا الراقي بوركت روحك قبل قلمك و هنيئا لنا بهذه التحفة ...
أنعم الله عليكم إبداعا لا يوصف.... أدامها عليكم إن شاء الله

أيا عندليب تكلّلي بأنشودة العشقِ.. هيّا
و غرّدي عنفوانَ الهوى أنّك اختصارُ العنادل
الرّوحُ منك تستلُّ البحرَ جمرا نحو الثّريّا
وروح العاشق تتلهّف اللّظى عند جنان الجداول ....
أيا عندليب حلّقي أثيرا و موج السديم الفرح النديّا
جناحاك لمسة البعث و عنق الحبيب ينتظر الأنامل
توهي في تكوينه ...فلن تفني في عمر سرمديّا
أنت فيه حرية الإنصهار و ذاتُه كلُّ السّلاسل....
و ارحلي حيث الروحُ تنطق السكونَ فجرا جليّا
و تنجلي سندسا من شمس الوفاء و أسيل الخمائل
كوني الرنيم و الريم تصدح جهرا حبّا شجيّا
فأنت له سمفونيةالوجود و اختزالٌ لِليلِ البلابِل.....
أسطورة الخلود أنت في عينيه و ليس السّر خفيّا
الجنون في العشق وحيُ الحقّ و غير ذلك باطل
يقين منه أنك هو و هو الأنت لحظة الحبّ فيكما يحيا
عدالة الأنانية ميزان جنون... فهل يفقه العدل أيّ عاقل....
أطلقي أيا عندليب عنان الفتون من أنثاك البهيّة
فأنت الملهمة إن خط قصيدة فهي الروح غيرك من تغازل
ذاك العلاء يبوح بقدسية باتت للبشر تاريخا منسيا
متهم بالأنانية..بوهم الفضائل..بأن عندليبه حلم زائل
بأنه ضرب جنون أن يكون العشق حالة تلاحم و رُقيّا
بأن الحب شهادة زور إن لم تغرق في النقط و الفواصل......
أيا عندليب ثوري كلّ الثورة في دمه و أصغ لشريانه مليّا
أولئك في صحراء الحب قوافل و نبضه للعشق زلازل
فانبضي دندنة الهيام على إيقاع نبضه و ارقصي..هيّا
قد ضبط الإيقاع على موسيقى الحياة عازفوها قلائل...قلائل......

زائر

معذرة سيدى الشاعر فلا اتمالك نفسى اللا ان اقراء قصيدتك مرات ومرات فاحلق فى سماء الحب والعشق والهوى.ولكن هل تظن سيدى ان العندليب اذا وجد غايته من الحب والهوى ايفر من حبيبه كلا بل سياوى اليه فيرويه ويرتوى من نهل العشق والهوى ويوعده اللا يفترق عنه ابدا

اسمح لى ان ابدى اعجابى برائعتك هذه ضمن روائعك التى تسعدنا بها

قيمة ادبية كبيرة ندعو الله ان يديمك علينا و لنا باذن الله

دمت مبدعى المفضل و أستاذى المبجل الجليل

استاذى الفاضل ما اجمل كلماتك واروعها .. احساس راقى اكثر من رائع و متميز دام لنا قلمك الذهبى الذى خط لنا اجمل الروائع ...دمت مبدعا ومتالقا استاذى العزيز

زائر

لقد استغربت و انا اقرا هاته الكلمات كنت اضن ياعلاء الدين سعيد بان الحب الفعلى من اختصاص المراة فقط لا الرجل ....كنت اضن بان الرجل ليس بعاطفى ابدا مثل المراة ايعقل بانى اخطات الفهم لاول مرة و انا اقرا هاته الابيات احس بان الرجل له مشاعر مثل المراة و يمكن له ان يعشق مثل المراة .....فانا اتمنى لك المزيد من التالق

» قصيدة " أبحث عنك " .. للشاعر / علاء الدين سعيد
» قصيدة " نظرة " .. للشاعر / علاء الدين سعيد
» قصيدة " الوداع " -- للشاعر / علاء الدين سعيد
» قصيدة " شمس الهُدَى " -- للشاعر / علاء الدين سعيد
» قصيدة " جُنون " -- للشاعر / علاء الدين سعيد