قصيدة " جُنون " -- للشاعر / علاء الدين سعيد

قصيدة " جُنون " -- للشاعر/ علاء الدين سعيد
----------------
اَتَغَلغَلُ فِيكِ فَضُمِّينى .. أَتَوَغَّلُ جَوفَكِ فَدَعينى
فَأَنا مَجنونٌ فاتِنَتى .. وَ سَأُعلِنُ لِلْكَونِ جُنونى
**********

الحُبُّ المُنطَلِقُ بِقلبىْ أَرجوهُ الرِفقَ و يَرجونى
لَكِـنَّ الشَـوقَ يُؤَرِّقُنـا بِكِ يـا مَن أَيقَنتِ حَــنينى
فَدَعينى أَتَدَفَّقُ هَوَساً و حديثاً مِن وَحىِ شُجونى
وهُياماً جُنَّ بأشعارى مِن غَيرِ حُدودٍ تكوينى
فَأنا تكوينٌ مِن عِشقٍ .. وكيانُكِ رُوحٌ تُحيينى
و حياتى أنتِ ومُلهِمَتى والشِعرُ وَ كُلُّ دواوينى
و أنا مَن آمَنَ سَيِّدَتى .. انِّى بِجُنونٍ يَكفينى
فَدَعينى أُعلِنُ مُنطَلِقاً فى الأُفقِ وفى العالَمِ دونى
لا يُوجَدُ عِشقٌ فى الدنيا _ اِنْ يَصدُق _ مِن غَيرِ جُنونِ
و أنا مَجنونٌ فاتِنَتى .. و سَأُعلِنُ لِلْكَونِ جُنونى
**********

دارى ما شِئتِ أَوِ استَتِرى عَنِّىْ .. بِالسِرِّ المَكنُونِ
و جليداٌ كُونى أَو استَعِرِىْ ، لا شىءَ سَيَسفَحُ بِيقينى
انَّكِ اِحساسٌ مُتَّقِدٌ .. و لهِيبٌ يَلفَحُ بِجَبينى
و بِأنَّكِ ثَورَةُ عاطِفَةٍ .. تَنتَزِعُ المُلْكَ و تُعطِينى
فَتُمَلِّكُنى عَرشَ هواها و جَوانِحَ تَجهَرُ بِحَنينى
كُونى راضِيَةً هاجِسَتى أَو حَتَّى رافِضَةً ..كُونى
كُونى صارِخَةً عارِمَةً .. اِعصاراً يَجتاحُ ظُنونى
مُتَفَرِّدَةً .. مُتَمَرِّدَةً .. أَتَغَلغَلُ فيكِ و تُخفينى
و لَئِن أَخفَيتِ كما شِئتِ ، ما خَدَعَ الكِتمانُ عُيونى
ما مَنَعَ البُركانَ جَليدٌ مِن أَن يَنفَجِرَ فَيُنبينى
و أنا مَن يَهواكِ عِناداً لِطَبيعَةِ كُلِّ التَكوينِ
فَأَنا مَجنونٌ فاتِنَتى .. وَسَأُعلِنُ لِلكَونِ جُنونى
**********

أَنسابُ سَفِيناً نَشواناً يُغرِقُنى فيكِ و يُنجِينى
و عَلَى شُطآَنِكِ واحِدَةً مِن بَعدِ الأُخرَى .. يُلْقينى
أَنزَعُ أَستارَ مَدائِنِها .. تَنكَسِرُ قُيودى و سُجُونى
أُدرِكُ ما الرِقَّةُ .. ما الثَورَةُ .. ما بَينَ قِلاعٍ و حُصونِ
و أَهِيمُ بِأَودِيَةٍ حَيْرَى .. ما بَينَ القَسوَةِ واللِينِ
أَنْـهَلُ مِن مَنـهَـلِ ضِــدَّيـكِ .. يُعـطيـنى مِن غَيـرِ ضَـنيـنِ
أَعـتَـصِـرُ الشَـوقَ بِشَـفَـتـيكِ .. أَرتَشِـفُ سُـلافَتَكِ دَعينى
فَأَنــا بِـكِ نَهــرٌ رَقــــــراقٌ .. يَتَـدَفَّــقُ بَيــنَ بَسـاتِـيــــنى
يَنــدَفِـعُ فَتَـنجَـرِفُ سُــدُودٌ ، و يُحَـطِّمُ كُــلَّ قــوانـيـــــنى
و يُشَرِّعُ ما يَـــــشرَعُ فِيهِ ، و يُجَرِّمُ ما لَيـسَ يَفـيــــــنى
فَصِلِيـــنى وَصْــلَ مُتَيَّمَـــةٍ بِهَــوَىً مَجنــونٍ يُصْلِيـــــــنى
يَخــــلِطُنى فِيــكِ و يَمْزجُـنى بِدِمـائِـكِ حــــيــثُ تُآَوِيــــنى
لا يُفْـرَقُ بَيـنَ مَـــــزيجَيْـنا فَاِذاكِ جَمــــــيعُ عنــاويــــنى
فَنَذوبُ مَعــــــاً بَينَ يَدَينا دافِـــــئَةً جَــــوفَ شَِـرايِيــــــنى
و العِشـــــــقُ حَيــاةٌ واحِـدَةٌ فَاِذا أَحبَــــبتِ فَعِيشـــــيـــنى
عِيشينى رُمحـاً فى قلـبى .. عيشينى غُصــــنَ الزَيتــونِ
فَأَنـا فى عِشـقِـــىَ فَـوَرانٌ لا يَعــرِفُ مَعنَــــىً لِسُـــكُونى
فَـاِلامَ الصَـمتُ يُدَغدِغُنـا و يُبَعثِـرُ فى المَـــوتِ سِنينى ؟!
و اِلامَ الأَعيُـنُ تَتَــــلاقَــى بِحَدِيـثِ سَــــجِينٍ لِسَــــجِينِ ؟!
اِنخَلِـعِىْ مِنْ قَيـــدِكِ اِنفَـلِتى اِنطَـلِــــــقِىْ .. لِتَكُـونِينـــــــى
أَتَغَلْـغَلُ فِيــــــكِ تَضُمِّيـنى .. أَتَوَغَّــلُ جَوفـــَكِ تَدَعِينــــــى
فَأَنـا مجنـونُكِ وَصَفُـــــــونى ، و جُنُــونٌ أَلاَّ يَصِــــــفُونى
و أَنـا مَن آَمَنَ سَيِّـــــــدَتِـىْ .. انِّــىْ بِجُـــــــنُونٍ يَكْفـــينـى
فَـدَعِـيـنـى أُعـلِنُ مُنـطَـلِقـاً فى الأُفْـــقِ وفى العـالَمِ دُونـى
لا يُوْجَدُ عِشقٌ فى الدُنيا _ اِنْ يَصْدُقَ _ مِن غَيْرِ جُنــونِ
و أنــا مَجـنــونٌ فـاتِنَـتى .. و َسَـأُعلِنُ لِلْكَََََــونِ جُــنـونى .

*************