و أسكنت الليل سكوني........

شهقَ الغسقُ بين ليلٍ..... و اعصار فجرٍ.......
و تنهّد ذاك اللّونُ الوجوديّ غصةً من ايقاعِ الشّجنْ .......
فهوت من أوتار نايها بالقرب مني شمعةُ ألمْ ......
غمّستُ مقلتيَّ في بعض نارٍ منها... تتراقصْ .....تشبهُ الاملْ .....
أخمدتْ عَبَراتي حفيف الدفء فيها......
فأسكنتُ الليل بين جفوني .......
........تغلغَلَ في ضجيجِ ذاكرتي ...كي يفيض الديجورُ فيها جنوناً ......
هذيانٌ من دجى.... يتسلَّلُ الى أوردتي العنكبوتيّةِ الرقةْ .......
تستفيقُ من مضجعها لتقلَّب الرمالَ الراكدة في خلودٍ من وهج الأنينْ.......
عتمةٌ تداعب تزيفاً من زمنْ......
كالفارس .....لا يتعبُ من لجم الأنوثة المبعثرة .........
ينهشُ القبرالعتيق في ذاكرتي ........
يمزّق الكفنَ الدخانيّ بين أضلعي...............
ينتهكُ حرمةُ الوشاحِ الرماديِّ بين اوراق خريفي الهشّة ...........
يجتاحُ كوني و كياني..... و يهزُّ صفحات جداري الأصمْ ......
يخنقُ جراحاً من غربةٍ تاهتْ عن القدرْ .......
........ينسلُّ الى هيمانِ الرّوح ....تشنّجاتٍ من رحيلْ .............
يجرفُ العروق في هجرةٍ من ثعابينٍ ضبابيّةْ ............
نعمْ.... أسكنْتُ اللّيل بيدي في جفوني.....
كي يرجُم المطر النّاري في "كلّي" .......
كي يسحق الرمادَ في زهدِ النسيانْ ........
كي ينبض الفؤادُ.... قرعاً من طبولٍ في برهةِ هذيانْ .....
فيستسلمُ موهوناً ....لغيبوبةٍ من هروبْ..... أزليَّة المدى ....
قُبيل ولادة الفجر .....خيوطٌ من رحيلْ .....
أستغرقُ في سباتٍ من كبرياءٍ فنائيّ .......
و ترنيمةٍ من ليلٍ يضُجُّ صمتاً بالنحيبْ........

» بنص الليل
» عازف الليل و السمراء....