يطير الحمام
|
يحطّ الحمام
|
- أعدّي لي الأرض كي أستريح
|
فإني أحبّك حتى التعب...
|
صباحك فاكهةٌ للأغاني
|
وهذا المساء ذهب
|
ونحن لنا حين يدخل ظلٌّ إلى ظلّه في الرخام
|
وأشبه نفسي حين أعلّق نفسي
|
على عنقٍ لا تعانق غير الغمام
|
وأنت الهواء الذي يتعرّى أمامي كدمع العنب
|
وأنت بداية عائلة الموج حين تشبّث بالبرّ
|
حين اغترب
|
وإني أحبّك، أنت بداية روحي، وأنت الختام
|
يطير الحمام
|
يحطّ الحمام .
|
***
|
أنا وحبيبي صوتان في شفةٍ واحده
|
أنا لحبيبي أنا. وحبيبي لنجمته الشارده
|
وندخل في الحلم، لكنّه يتباطأ كي لا نراه
|
وحين ينام حبيبي أصحو لكي أحرس الحلم مما يراه
|
وأطرد عنه الليالي التي عبرت قبل أن نلتقي
|
وأختار أيّامنا بيديّ
|
كما اختار لي وردة المائده
|
فنم يا حبيبي
|
ليصعد صوت البحار إلى ركبتيّ
|
ونم يا حبيبي
|
لأهبط فيك وأنقذ حلمك من شوكةٍ حاسده
|
ونم يا حبيبي
|
عليك ضفائر شعري، عليك السلام
|
يطير الحمام
|
يحطّ الحمام .
|
***
|
- رأيت على البحر إبريل
|
قلت: نسيت انتباه يديك
|
نسيت التراتيل فوق جروحي
|
فكم مرّةً تستطيعين أن تولدي في منامي
|
وكم مرّةً تستطيعين أن تقتليني لأصرخ: إني أحبّك
|
كي تستريحي?
|
أناديك قبل الكلام
|
أطير بخصرك قبل وصولي إليك
|
فكم مرّةً تستطيعين أن تضعي في مناقير هذا الحمام
|
عناوين روحي
|
وأن تختفي كالمدى في السفوح
|
لأدرك أنّك بابل، مصر، وشام
|
يطير الحمام
|
يحطّ الحمام .
|
***
|
إلى أين تأخذني يا حبيبي من والديّ
|
ومن شجري، من سريري الصغير ومن ضجري،
|
من مراياي من قمري، من خزانة عمري ومن سهري،
|
من ثيابي ومن خفري?
|
إلى أين تأخذني يا حبيبي إلى أين
|
تشعل في أذنيّ البراري، تحمّلني موجتين
|
وتكسر ضلعين، تشربني ثم توقدني، ثم
|
تتركني في طريق الهواء إليك
|
حرامٌ... حرام
|
يطير الحمام
|
يحطّ الحمام .
|
***
|
- لأني أحبك، خاصرتي نازفه
|
وأركض من وجعي في ليالٍ يوسّعها الخوف مما أخاف
|
تعالى كثيرًا، وغيبي قليلاً
|
تعالى قليلاً، وغيبي كثيرًا
|
تعالى تعالى ولا تقفي، آه من خطوةٍ واقفه
|
أحبّك إذ أشتهيك. أحبّك إذ أشتهيك
|
وأحضن هذا الشعاع المطوّق بالنحل والوردة الخاطفه
|
أحبك يا لعنة العاطفه
|
أخاف على القلب منك، أخاف على شهوتي أن تصل
|
أحبّك إذ أشتهيك
|
أحبك يا جسدًا يخلق الذكريات ويقتلها قبل أن تكتمل
|
أحبك إذ أشتهيك
|
أطوّع روحي على هيئة القدمين - على هيئة الجنّتين
|
أحكّ جروحي بأطراف صمتك.. والعاصفه
|
أموت، ليجلس فوق يديك الكلام
|
يطير الحمام
|
يحطّ الحمام .
|
***
|
لأني أحبّك (يجرحني الماء)
|
والطرقات إلى البحر تجرحني
|
والفراشة تجرحني
|
وأذان النهار على ضوء زنديك يجرحني
|
يا حبيبي، أناديك طيلة نومي، أخاف انتباه الكلام
|
أخاف انتباه الكلام إلى نحلة بين فخذيّ تبكي
|
لأني أحبّك يجرحني الظلّ تحت المصابيح، يجرحني
|
طائرٌ في السماء البعيدة، عطر البنفسج يجرحني
|
أوّل البحر يجرحني
|
آخر البحر يجرحني
|
ليتني لا أحبّك
|
يا ليتني لا أحبّ
|
ليشفى الرخام
|
يطير الحمام
|
يحطّ الحمام .
|
***
|
- أراك، فأنجو من الموت. جسمك مرفأ
|
بعشر زنابق بيضاء، عشر أنامل تمضي السماء
|
إلى أزرقٍ ضاع منها
|
وأمسك هذا البهاء الرخاميّ، أمسك رائحةً للحليب المخبّأ
|
في خوختين على مرمر، ثم أعبد من يمنح البرّ والبحر ملجأ
|
على ضفّة الملح والعسل الأوّلين، سأشرب خرّوب ليلك
|
ثم أنام
|
على حنطةٍ تكسر الحقل، تكسر حتى الشهيق فيصدأ
|
أراك، فأنجو من الموت. جسمك مرفأ
|
فكيف تشرّدني الأرض في الأرض
|
كيف ينام المنام
|
يطير الحمام
|
يحطّ الحمام .
|
***
|
حبيبي، أخاف سكوت يديك
|
فحكّ دمي كي تنام الفرس
|
حبيبي، تطير إناث الطيور إليك
|
فخذني أنا زوجةً أو نفس
|
حبيبي، سأبقي ليكبر فستق صدري لديك
|
ويجتثّني من خطاك الحرس
|
حبيبي، سأبكي عليك عليك عليك
|
لأنك سطح سمائي
|
وجسمي أرضك في الأرض
|
جسمي مقام
|
يطير الحمام
|
يحطّ الحمام .
|
***
|
رأيت على الجسر أندلس الحبّ والحاسّة السادسه.
|
على وردة يابسه
|
أعاد لها قلبها
|
وقال: يكلفني الحبّ ما لا أحبّ
|
يكلفني حبّها.
|
ونام القمر
|
على خاتم ينكسر
|
وطار الحمام
|
رأيت على الجسر أندلس الحب والحاسّة السادسه.
|
على دمعةٍ يائسه
|
أعادت له قلبه
|
وقالت: يكلفني الحبّ ما لا أحبّ
|
يكلفني حبّه
|
ونام القمر
|
على خاتم ينكسر
|
وطار الحمام.
|
وحطّ على الجسر والعاشقين الظلام
|
يطير الحمام
|
يطير الحمام . |