قراءات فى قصيدة النثر فى سوريا

تغريد الغضبان

لم أنتبه

مثلُ بيتٍ ريفي عتيقٍ
يجلِسُ على التلِ يحدّث العواصفَ
ولا يطير
مثلُ ظِلالٍ صغيرةٍ وقفت تتسامرُ
في النافذةِ
قبلَ افتضاحِ أمرِ هروبِها
من الجدار
مثلُ رجلٍ عجوزٍ وحيدٍ يتهجأُ ضحكتَهُ
في الزحامِ
كمحاولةٍ أخيرةٍ لأن ينسى
لغةَ بيتهِ الفارغ
مثلُ زوجِ حمامٍ وقعَ في العشق فجأة
قبل موته بنفس البندقية
مثل صباحٍ مثقوبٍ بانفجارات بعيدةٍ
لكنَّ الولد في النافذةِ المفتوحةِ
يصفِّرُ لحناً لتلكَ البنت
التي تُخرِسُ بكعبِ حذائها
جميعَ الأموات
ومثل ..
كان الحب ولم ننتبه
.....

المارة

المارة في الطريق
لا يجزمون
حين أبتسم
إن كنت امرأة أم تمساح
المارة
يصفّرون ويصفقون لي
كأطفال فقراء في السيرك
المارة
يستعيذون ضدي في الضوء
بإله يلّوح بعصى
وفي الليل يتخيلونني
بديلا عن زوجاتهم في السرير
والمارة
أحياناً
يأكلهم الضجر
فيخرسون
ويغضّون الطرف
وراء جدران الوجوه
الطرقات التي لا يمشي فيها أحد
والأطفال الميتون وحدهم
يعرفون
إن كنت أضحك أم أبكي
حين أمشي مبتسمة
في الطريق
..........

وداعاً

سأذكر أنك تقمصّت شخصية نهر
كي تغرقني في حبك
سأذكرك كلما مرّرت ببركة
لأذكر متى
استرجعتُ آخر مرة
أسماك قلبي
.....

عكّاز

بعد شهرينِ من قصل كبريائي
بمنشارِ غرورك
فقدتَ حاسة الذبح
مثلُ زاويةٍ لرَكْن عكّازات العجائزِ
في بهو المطعم
أنت الآن
في دمي
..

درس

أعرف أنكِ
تعبتِ من التفتيش
عن المعنى
في قش السماء
وأنا أيضا
تعبتُ من السأم
على ظهر السفينة
الفرق بين موتكِ في حضن النهر
فيرجينيا
وموتي في السرير
بقطعة ملل في فمي
يشبه الفرق
بين حياتك وموتي
سأشرح لك ثانية فيرجينيا:
الفرق بين امرأة تعد نهديها
لحبيب لم تلتقه مرة واحدة بعد
وبين امرأة
تغلي الحليب لفطور العائلة
يشبه الفرق
بيني وبيني
فرجينيا
كم أشتهي ملأ جيوبي بالحصى
الآن
هل فهمت؟
..............

17/12/2006

عائشة أرناؤوط

اليباب

1

أنقاض الخلايا

خُضابُ الحروب

لامرئيةالقتل

شريعة التضليل .

نوغل في عصرنا

معصوبي القلب .

إلى اين تقودنا الأهوال؟

2

يتأكسدالهواء حتى الاحتراق

جهالة الصحراء تكبح الأفق

الأحلام تُرَتَجُ بإحكام

لغاتنا تحقن بالمخدرات.

أبحث في بحار الزئبق

عن درع

مشرّع ٍ لحواس ٍ أخرى.

3

كيف نحتفل بألفية الرّمادة؟

بثياب الحِداد؟

الإنسان يدفن أخاه الإنسان حيّاً

ينهب أحلامه

يسبي أفقه

يُشعشع النصل في جراحه.

بثياب العرس؟

في عباب الوهم

ربما استطعنا ارتكاب معاصي المعجزة

لإيقاف هذاالمدّ العارم

من المجاعات والفظائع والهوال.

أخبروني

أي ثياب ٍ نلبس ؟

في شروخ التردّد

ربما

من الأفضل

أن نكون عراةً تماماً.

4

عرفنا كيف نُجدبُ حواسنا

مبهورين بغُبرةالمجاعات

كيف نبلع اللقمة

أمام هياكل تتحرك

مُدثّرةً بجلد الرّمادة.

عرفنا كيف نلجم عيوننا

نخرق أقل نواميسنا رأفة

لنضفي الجمال على

عكّاز

بعد شهرينِ من قصل كبريائي
بمنشارِ غرورك
فقدتَ حاسة الذبح
مثلُ زاويةٍ لرَكْن عكّازات العجائزِ
في بهو المطعم
أنت الآن
في دمي

المبدع العزيز سلام عليكم كل السلام.... كالعادة شموخ حتى في انتقائكم الكلمة التي تعزف نغم الاحساس الأعمق في النفس..... كلما سطرتم وجودكم تنبض الكلمات....وجودكم يدفق الحياة في الأسرة الحبيبة هنا فلا تحرمنا من إطلالتك الغالية دوما.........

ليل و سكون في هذه اللحظات...نهديك القمر و السحر...
دمت سيدي متألقا...

استاذى الفاضل ....رقي وروعة حرفك إبداع وتألق

دمت متلألئا كنجم السماء

تحياتى وتقديرى

استاذى الفاضل ....رقي وروعة حرفك إبداع وتألق

دمت متلألئا كنجم السماء

تحياتى وتقديرى

» مفهوم قصيدة النثر
» من يصنع المتلقي؟ وما دور قصيدة النثر في هروبه من الشعر؟
» تحميل كتاب فى قراءات القرآن الكريم
» لن بين المطرقه والسندان لانسى الحاج وقصيدة النثر
» قصيدة غزه الجريح بعد العام