طرق إعداد الأبناء.

إعداد الأبناء



من مبدأ إهمال البعض لأمانة قد أوكلها الله عليه ولكنه لا يعلم كيف أداء تلك الأمانة والتعامل معها فقد أنشأت هذا الموضوع لعل وعسى أن تعلم الفائدة للجميع.


إعداد الأبناء شأن عظيم لا يجيده كل أب وأم.
وهناك من تغلب عليه عاطفته التي قد تكون شيء سلبي للابن في المستقبل وتجعله معتمد على الغير كما هم بعض شبابنا الآن.
وهناك من يعامله بالعنف ويكسر شخصيته وينزع الشدة منه ويتسبب في تحويله إلي إنسان شراني عدائي يبحث عن إبراز وجوده بالعنف وربما يصبح مجرم والجريمة شيء معروف لابد أن يكون ضحاياها من المجتمع ونستنتج من ذلك أن عدم إعداد الابن بالشكل السليم له آثار كبيرة على الابن نفسه وعلى الأب وعلى المجتمع والأمة.
ولا أقصد الشدة من منظورنا الثقافي بل هي الشدة التي وضحها لنا رسول الأمة صلى الله عليه وسلم وهي ملك النفس عند الغضب لألاء تصل المسألة للحماقة والإجرام.
بعض الآباء عندما يقد ابنه أو ابنته وهم أطفال ينظر لهم من منظور أنهم كبار ومدركين ومكتملي العقل ويعاقبهم على كل صغيرة وكبيرة وهو لا يعلم إن الطفل خرج للحياة وهو لا يفرق بين الخطاء والصواب وغريزة الطفولية تجبره على الاكتشاف والعبث.



مراحل إعداد الأبناء مقسمة على ثلاث فترات.


(فترة اوئل العمر إلى سن السابعة)

وهذه الفترة تحتاج إلى صبر شديد وتحتاج إلى معاملة النشء بقدر عقله واستخدام وسيلة التربية في هذه الفترة بالتوجيه والتعليم وإذا رأى الأب أو الأم أنه لابد من العقاب فبالحرمان فقط ولكن يجب إن يكون للحرمان حزم.
البعض ربما يستخدم وسيلة الحرمان ولكن تغلب عليه عاطفته ولا يحزم بل يتراجع أمام إصرار أبنه وهذه مشكلة كبيرة قد تزرع في عقل الطفل عدم الجدية مستقبلا ولكن الحزم سيعلم الطفل حتى النظام والتقيد به في المستقبل وإذا كان على سبيل المثال الأب مبتلى بالتدخين فلا يدخن أمام أبنائه وعليه استخدام التفاهم والرحمة مع الأسرة ككل لأن الابن ينظر لولده ويقلده من الصغر ويجب على الأب أن يكن قدوة حسنة أمام أبنائه بقدر المستطاع ولا أقصد بالرحمة هنا العاطفة السلبية وإنما استبدال الضرب والعنف والقمع بالتفاهم والحوار والتوجيه والتعليم من خلال الحوار.
أيضاً أحب أن أؤكد أن الحرمان لا يجب إن يستخدم في كل شيء وإنما في الحالات القصوى ومن حكّم عقله قد لا يحتاج للحرمان كثيراً وحسن مخاطبة الأبناء وتنويع النداء لهم سواء بأسمائهم أو بكلمات محببة عند الابن سيكون لها أثر نفسي على الأبناء والحوار الهادئ والتكرار له نتائج إيجابية كبيرة وكذلك لابد أن يتيقن الوالدان يقين تام بأن عملية إعداد الأبناء عملية شاقة وتحتاج إلى صبر وحكمة وإنهما يتعاملان مع عقل صغير قد يقع في الخطاء دون إدراك.
وتنمية وتكبير ذلك العقل هي في الأساس من شئونهما.


(فترة ما بعد السابعة إلى سن المراهقة)

وهي فترة مهمة للإعداد الأبناء وتهيئتهم للحياة ومن خلالها يستطيع الأب تخفيف معاناة سن المراهقة على أبنائه عندما يعاملهم بطرق التوجيه والتعليم السليم.
وفي هذه الفترة أول ما يجب على الأب تعليم أبنائه خصوصياتهم وخصوصيات الغير ووضع خطوط حمراء لا يجب إن تجاوزوها حتى يعلم الأبناء ما لهم وما عليهم لأن الأبناء في هذه الفترة يجب إن يدركوا الحقوق التي لهم والتي عليهم وأولها مع الله ثم مع الوالدين ومع وبقية المجتمع ثم الحقوق التي لهم وكيف الحصول عليها بالعقل كالحوار وكسب ثقة وحب الغير والاعتماد على النفس ولا يوجد شيء اسمه ابني لا يستجيب ويجب استخدام العنف معه وإرغامه.
وإذا استخدم الأب أو الأم مع أبنائه العنف فأتحدى أن يستطيعوا السيطرة عليهم بطرق الإقناع في سن المراهقة لأن الابن سيكون عنيف ومعتاد أصلاً على العنف وبسبب عنفه سيكون غير مبالي للعنف لو قاساه في سن المراهقة.
وفي الحقيقة الابن يخشى والده دون عنف وضرب.
وخوف الابن من الأب غريزة من الله لا تحتاج إلى استخدام عنف أو إبراز شخصية.


(فترة المراهقة)

هذه الفترة هي فترة انتقال الابن من الطفولة إلى الرجولة وبالطبع سيشعر بنشوة الرجولة والعزة والشموخ وأتساع الإدراك.
وعلى الأب في هذا الفترة مصاحبة أبنه وأشعاره أنه رجل باستخدام التشجيع وإلقاء شق من مسئولية الأسرة عليه وإدخاله في شؤون الأسرة وتشجيعه على احتوائهم وللمعلومية يا أخوان هذه السن يكسب الابن صفات قد تكون عادة له في الكبر واكتسابها يكون من المجتمع المحيط حوله فإذا كان من يخالطهم على سبيل المثال يحبون العلم فبتأكيد سيكون محب للعلم وإذا كان من يخالطهم سواءً مجتمع أو أسرة متشتتة وتعمها الفوضى والشتات فالطبع سيكون لها تأثير على الابن مستقبلاً.
ولا ننسى مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
لاعب أبنك سبعاً.
أدبه سبعاً.
صاحبه سبعاً.


هناك آباء دائماً يقولون لو رأيت أبني في سن المراهقة يدخن على سبيل المثال فليس له حل إلا القمع والضرب.
فأقول لهم أين أنتم طوال أربعة عشر عام عنه ؟
والابن لم يمارس تلك العادة من فراغ وإنما هي نتاج إهمالكم له وجعله في متناول رفقاء السوء وفي هذه الحالة يجب عليكم إعادة هيكلة التربية من جديد بتكثيف وإقناع وكان الله في عونكم ودرهم وقاية خير من قنطار علاج.
وإذا وصل الابن إلى العشرين من عمره وهو غير سوي فعلى الأب إعادة النظر في نفسه هو أولاً وليس في الابن.

وكما ينطبق على الابن ينطبق على الفتاة إلا إن الفتاة لابد أن تحضا باهتمام وحنان أكثر ولا أقصد أن نعامل الابن بدون اهتمام وحنان بل يجب إن تكون النسبة الأكبر للفتاة لأننا عندما نشبع الفتاة حنية وحب واهتمام سنستنتج عضو صالح في المجتمع.



والأبناء أمانة في أعناقنا.




أتمنى أن أكن قد وفقت في ما أوردت.