الناظر و المناظر

يجب أن نعلم أن العلم قسمان :
1- علم الناظِر .
2- علم المُناظر .
فأن تتعلم وتعرف أسس العقيدة الصحيحة وتقرأ فيها كتاب أو أكثر وتتعلمها على يد شيخ يعرفك أصول دينك فهذا يسمى علم الناظر .
أما إن أردت أن تدخل باب الجدال والنقاش فلابد من معرفة ما معك معرفة حقة وكل دليل معك من أين هو وما وجه الدلالة فيه وما الاعتراضات التي عليه وما هي ردها , وتعلم قواعدك في التوحيد وأدلتها ...... إلخ , وتعلم أدلة الخصم وعلله وقواعده التي يبني عليها أسسه في التوحيد والأدلة التي يبني عليها قواعده وكيف بناها , وما هو الصحيح منها وما هو السقيم وكيف تنقض السقيم ..... إلخ , ولا بد من معرفة أراء الفرق وعليه فلابد من قراءة كتب أهل الحديث والأشاعرة والماتريدية والكرامية والكلابية والمعتزلة وكتب المقالات ..... إلخ , وتتعلم علم الجدل والمناظرة , وعلم المنطق , وتقرأ كتب الفلاسفة كي تكون على معرفة بطرقهم في الاستدلال وكيف أثروا على غيرهم وكيف تتقي شرهم وكيف يبنون أدلتهم وكيف تنقضها ...... إلخ . وشروط أخرى لا أتذكرها الآن .
وهذا حمل ثقيل كما ترون لا نرقى له ونحن بضاعتنا مزجاة , لذا كنت قديما أدخل هذه المناقشات , ولما عرفت هذه الأصول توقفت وعرفت قدري ولزمت غرسي , ولا أرد إلا في موطن يحتاج إلا الرد ولا يصح فيه السكوت .
لذا دعوتكم ألا تلجوا هذا الباب وأن تنتبهوا لما فيه صلاحكم , وقد قال لي أحد أساتذتي لا تدخل هذا الباب لأنك لو ولجته لوجب عليك أن تتمه إلى النهاية وإلا فأنت عرضة للضلال , وأن تتمه هذا ما يفنى العمر دونه .
فعلينا أن نتعلم ما يصحح عقيدتنا أي نقف عند حد علم الناظر إن استطعنا أصلا !!!!!!
وهذا أحد أكابر المنظرين الإمام أبا المعالي الجويني رحمه الله فقد روى الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي في كتابه ( العرش ) بسنده إلى أبي الحسن القيرواني قال : سمعت الأستاذ أبا المعالي الجويني، يقول : يا أصحابنا ، لا تشتغلوا بالكلام ، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به .
وقال الفقيه أبو عبد الله الدسيمي قال : حكى لنا الإمام أبو الفتح محمد بن علي الفقيه، قال : دخلنا على الإمام أبي المعالي الجويني نعوده في مرض موته ، فأقعد فقال لنا : اشهدوا علي أني قد رجعت عن كل مقالة قلتها ، أخالف فيها السلف الصالح ، وأني أموت على ما يموت عليه عجائز .
قال الإمام الحافظ الذهبي: قلت : هذا معنى قول بعض الأئمة : عليكم بدين العجائز - يعني : أنهن مؤمنات بالله على فطرة الإسلام ، لم يدرين ما علم الكلام .
قال الحافظ الذهبي: وقد كان شيخنا أبو الفتح القشيري- رحمه الله تعالى - يقول :
تجاوزت حد الأكثرين إلى العلى وسافرت واستبقيتهم في المفاوز وخضت بحارا ليس يدرك قعرها وسيرت نفسي في فسيح المفاوز ولججت في الأفكار ثم تراجع اخـتياري إلى استحسان دين العجائز .

اللهم احسن ختمتنا .

زائر

يارب امين ....قرا ت موضوعك الشيق هدا و اشكرك على كل تلك الا يضاحات فخير البشر من تعلم علما و علمه للاخرين ....فبالمزيد من المعرفة ليس فى ديننا فحسب و لكن كدلك فى شتى امور الاخرى .. نتعلم كيف نتصرف اولا . بعدما ندرك زمام الامور جيدا اتمنى لك الرقى اولا و الصحة و العافية بادن الله عز و جل و ارجوا المزيد من عطائك فلتعم الفائدة دائما بادن الله عز و جل