إنانا وجبال إيبي.. مقطع من ملحمة جلجامش في ترجمة شعرية

إنانا وجبال إيبي.. مقطع من ملحمة جلجامش في ترجمة شعرية
بقلم: فالح حسن عبد الرحمن (ترجمة)
إنانا
«حينما في السماوات والأرض جلتُ،
إنانا الالهةُ، حين مررت بعيلام، سوبيرَ
زرت جبال لولوبي فلم تحترمني الجبالُ
ذهبت لأعماق ايبي فلم تحترمني الجبال
تجلّ انانا تعفر هاماتها في الترابْ

واذ لم تجلّ الجبالُ إنانا
تعفر هاماتها في الترابِ
سأصعق هذي الجبال بهولي

عظيم الكبوش سأنشرها في عظيم السفوح
صغير الكبوش سأنشرها في الصغير:
هناك أمارس لهوي المقدس، لهو إنانا:
أعدّ لها صولجان القتال، أعد سهامي
وأشحذ رمحي، أهيئ درعي، أشد المقاليع

تقذفها بالصخورْ

سأجيء اليها بفأسي لأستأصل الشرَّ
أحرق غاباتها، ويجيء المطهّر غيبيل
يكشف أنيابه الخالدات يهاجم غدرانها -
لأقاصي جبال أراتا العصيّة أنشر هولي

لتشقى كحاضرة أغضبت آن رب السماء
لتندكّ مثل بلاد تخالف انليل رب الرياح
كذا لمجيء لترتعد القمم الشاهقات
سلاسل ايبي لتهتزّ رعبا، تصلّي»

إنانا تخاطب كبير الآلهة
«احييك آن، أبي، اتقدم نحوك أشكو:
جعلتَ انانا الالهة أرهب من في السماء أو الأرض (......)
أعطيتني ان أغير بعيدا، أوسّع غاراتيَ المهلكات
أشنّ عظيم الحروبْ

اججيء الملوك اشعّ كما قمر قاتل
لأوجّه نحو العصاة سهامي
فتمطر فوق الجبال، الحقول،
البساتين مثل الجراد:

أجيء لأحرث ارض العصاة
أدمر أسوارها أستبيح المنازل

آن، أبي، أنت أعطيتني كل هذا (......)
أنت كرّمنتي آنُ، كرمت، قدمتني ليمين المليك
ليأتي لأرض العصاة: يحوّم كالنسر عند السفوح
وينقضّ فوق الرؤوس يدمّر تلك البلاد

ليهبط عن جبل ليعذبها، تتلوى كما حيّة
في الشقوق، كحيّة سجكال يبسط سلطانه
حجرا حجرا فوق تلك الجبال يدمر اعماقها
بالهجوم المقدس يطلقه آن رب السماء (......)

لماذا اذاً حينما في السماوات والأرض جلتُ،
انانا الالهة، لم ترتعب لقدومي سلاسل ايبي
تمرغ هاماتها في التراب؟
واذ لم تهبني، تخاف إنانا، سأحمل
هذي الجبال بكفّي والقي بها للهيبي:

عظيم الكبوش سأنشرها في عظيم السفوح
صغير الكبوش سأنشرها في الصغير:
هناك أمارس لهوي المقدس، لهو إنانا،
اعدّ لها صولجان القتال، اعد سهامي
واشحذ رمحي، أهيئ درعي، أشد المقاليع

تقذفها بالصخورْ

سأجيء اليها بفأسي لأستأصل الشرّ،
أحرق غاباتها، ويجيء المطهّر غيبيل
يكشف أنيابه الخالدات يهاجم غدرانها
لأقاصي جبال أراتا العصية انشر هولي

لتشقى كحاضرة أغضبت آن رب السماء
لتندك مثل بلاد تخالف انليل رب الرياح
كذا لمجيئي لترتعد القمم الشاهقات
سلاسل ايبي لتهتزّ رعبا، تصلّي»

آن
« ابنتي، ابنتي!
ما السبيل لتدمير هذي الجبال
وقد غطت الأرضَ اهوالها
وصلت لعنان السماء
أخافت ديار الخلود، ديار الأنونا؟

انظري للثمار تزين جنائنها اليانعات
ولأشجارها الهائلات تثير ذهول السماء

تحت اغصانها الوارفات تجول الأسود
تجول جداء البرية، أيل البرية، في عشبها
الغض ترتاح ثيرانها

انظري سرو غاباتها حيث راغدة
تتناسل غزلانها

طفلتي، طفلتي! كيف تمضين عبر مهالكها
تتحدي تسعّر نيرانها؟»

الراوية
«وتغلي انانا، وتمضي لمشجبها، بابه حجر اللازورد
وتفتحه لتثير عظيم الحروب عظيم العواصف
تعلي الكنانة تطلق فيضا رهيبا من الطمي
يطمر كل المجاري، تؤجج زوبعة من هشيم المباني
هشيم الصخور

كذا انتصبت ربّتي لتواجه ايبي:

خطوة خطوة تتقدم، تشحذ خنجرها
وتجيء الى عنق ايبي فتمزعه مثل رخو النبات
تغوص بخنجرها لفؤاد الجبال، لاعماق ايبي
وتزأر، ترعد تهوي الصخور تغطي السفوح
وتأتي الثعابين عبر الشقوق لتنفث في الأرضِ
سيدتي لعنت غاب ايبي، أهلكت كل أشحاره
قتلت ضمأ كل بلوطه، باللهيب أتت والدخان الكثيف
لتخنق تلك الجبال

كذا انتصرت ربّتي، فعلت ما تشاء بإيبي»

انانا
«ها انا قد قتلت جبالك إيبي

لعلاكَ، جمالك، تاج القداسة يعلو الجبين
لأنك طلت السماء، لأن جبالك لم تحترمْني،
تجل إنانا، تعفر هاماتها في التراب
قتلتك ايبي!

أيا فيل امسكت نابيك، ثورَ البرية، ثور عظيم
طرحتك أرضا، قبضت على قرنيك، لويتهما
وطرحتك أرضا لأعمل فيك العذاب
من الآن طير الأسى سيعشعش في جنباتك
دمعك، لا غير دمعك سوف يكون الشراب»

الراوية
«واذ ينتشي قلبها بالدمار
تعود انانا تخاطب تلك الجبال»

إنانا
«جبال! ابي الرب انليل جاء لقلبك بالهول،
هول انانا

اتى ليميني وقلدني عدة الحرب، جاء شمالي
ليرفع لي بيرق الانتصار (...)

في انتصاري دهمت الجبال، اتيت كسيل يهد السدود:
سلاسل ايبي عليك فرضت انتصاري»

سلمت يداكى صديقتى العزيزه ..دمتى متميزه تحياتى وتقديرى

أشكرك على المرور العذب و أشكر انتقائيتك المتميزة دوما للموضواعات المتنوعة و المفيدة دوما عقلا و قلبا و روحا.... أتابعك باهتمام و أدامك الله بكل العطاء المتنور.