كوني كون الأنتِ.........

أيتها المليكة......
أطلقي رصاصةَ الرّحمةِ من رحمِ الذّكرى
صرخةَ ثورةٍ تفتّت جمر القضبان,
و لملمي نتَف الأشلاءِ نزيفَ الضّجرِ وحيا
بعضٌ يروي ظمأَ الانبعاث
بعضٌ يختبيءُ في درج الديجور
و رقعة قهرٍ تتأرجح ثمالة نسور ....

استحمِّي من حمى القبلة...برذاذ دماء
و انفضي غبار الغارِ المتكدّس في زوايا الهذيان
و ارتدي عباءة الطهر حتى أخمص القدمين
و انتحلي صفة ذات جديدة كالسلسبيل صفاء ....
غيبوبة الماضي تصحو شبحا عند مفترق الطّريق
و ليس في منتصف الذّاتِ خط استواء....

تتراقص حوريتي يمامة عشق نحو اليمين
تتبعثر ذرات بخّور فيروزيِّ نحو اليسار
والحلمُ...دائريّةٌ أرصفته و الرّمل يرمِّل المسار
مسكنها هي في حدود الماء
ليست في الفطرة برمائية الابتكار...
جزيرة الذّكرى نائيةٌ فاخلعي رداء البال منفى
سيبقى الطيف قمرا
كعناد الجرح في ذا الخيال....

أميرة الشعراء لا تمتهني حرفة الانتظار
الفرس و الفارس المارد و الرواية
أسطورة جلجامش و شوقٌ لاكسير اللانهاية
تقمّصي النور و النار و ارتعدي
لعبة الشطرنج فطنة,
لكن الملك قد مات في عنق النهاية...
فلا تفاوضي شتات الذّات
التنهيد ليس للنفس اعتذار
و فرصة العمر فرضية
و الرفض ليس انكسار
حتى المقامرة في الجنون محض اختيار....


مليكتي....
من يسكنُ غير تطرفك محراب الأغوار
من ينتحبُ حبّا..من يحترق لظى..من يعتصر البركان
من يتسلل الى جدران الدمع في مآقيكِ
من تتكسر أمواجه بين شاطيءٍ و نسيان...
تطرّفي أميرتي في إمارة التأمّل...
ابتدعي مرآة الحقيقة دون شوائب تعثّر
ترين ملكة قرطاج...كليوبترا..عشتار
ترين الأنت..كوني من تشائين
كوني من تعشقين..أنتِ الأنتِ
أجمل من الجمال بكل ما تملكين
حاوري الجرح المائيَّ بينك و بينك
و حاولي و تمرّدي ...ثم تمحوري
هناك على فوهة الجبهة القدريّة
دون عندٍ..دون قيدٍ..دون الدّونِ
فالمرمى أفقٌ...و الهدف انتصار
لا تتمرّغي بين الخنادق
لا تقبضي بقدميك لبَّ البنادق ...
إن تعثّرت أناملك بحجرِدمعةٍ...تُهزمين
ضبابها غشاءٌ تصارعين جدلا..فتُصرعين
لا تبخسي بتحديد خطوط الجلنار
لا تستنبطي فلسفة اللؤلؤ و المحار
تمرسي رقصة الجنون و قيثارة الاستنفار
ذاك الفيصل و ذيّاك الخنجر
ذاك العطر و ذيّاك العنبر...
لا تُمدّدي واقعا تحت مجهر
فكل الفرضيّات العلميّة تبدأ فرضيّات
قد تُقهر...قد تُنحر...
ونحرُكِ ليس بصخرة عمرٍ كي يُبتر
بين السلاسل لا يُخلقُ للأنا...منبر
فلا تجعلي قرارك جنينا من نطفةِ ألف قرار
لا تدعيه وخز هواء يتسرّب خارج كفّيكِ
حدّقي توغّلا و اقرئي خطوط الكفّ..ذاتك
وحدك الحدس الذي يستنطق قاع الحقيقة...
ليس في القرارِ كرّ و فرّ ...و هروب و فرار

من يخطّط في الحب دستورا
من يستعمرُ إحساسا...و يسدل الستار
أيُّ قوانين...أيّ مقاييس تفصِّلُ ثوب الاختيار ...
قد أرى الكحل في عينيك ليلا...و تبتسمين
قد يراه غزالا..زلزالا...و تهزئين
قد يرمقك طيفا بطرفةِروحٍ....فترتعشين
و قد يكلّلك بتاج الزمرد....و تهجرين...
لعبة الاحتمالات بين موتٍ و حياة هي
قصة البتر بين لحظة و نقيض سنين...
من يأبه ان كانت جنان الأوركيديا سنبلةٌ
أو كان في نبض الفؤاد كلّ الياسمين..
غيرك أنتِ....

فتطرّفي جميلتي في قراءة العيون العسليّةِ و الشّهدِ
تجرّئي بتفكيك رموشك و احمليها الى فطرة المهدِ
تمحّصي لوحة السّر بين عقلٍ و قلبٍ بريشةِ الجسدِ
أغرقي السّاديّة لعنة في فنجان الجان
ارتشفي صرير السّوط الوهم ..هديل مرجان
طرّزي خيوط الشّجنِ عقيقَ نارٍ في خرزِ الظّهرِ
قبّلي زهد النسيان بنشوة صوفيّ
و اعصفي بمطر الظّنون في مقبرةِ الهذيان...
هشّمي صفصافة العتبِ..حفيفها قماشٌ خمري المأتم
وانثري زيف الماس قصيدةَطربٍ تنسف وهم المنجم
غرّدي أغنية زفافٍ...
ثورةَ حرفٍ عودُها من البحر كل المعجم
فكلُّ الموج أنثى...
و أنت في الموج تشبيهٌ أسمى....
أميرة اللّيل لا تبحثي عنكِ دعي للآخر همّ البحثا
حقيقةٌ أنتِ و حورُ العينِ ...والسّماءُ و البحرا ....
روحٌ أنتِ روحُها الحبُّ...فلا تُرهقي ذا الفِكرا.....