ضحية فالنتاين
....................................
وقفت في باحة الجامعة تبحث من حولها على إحدى صديقاتها ،وكلما وقع نظرها
على إحداها وجدتها بصحبة من يحمل لها كيساً أحمر به هدية تنفشه وبيدها
باقة ورد حمراء فتشيح بنظرها باحثة مرة أخرى عن صديقة خالية من
الصحبة.......
دارت الدنيا بها من كثرة ما دارت عينيها بين جدران من ضباب وتتساءل ما الذي جعلها تنزل من بيتها في هذا اليوم؟.
منذ استقلت الحافلة من أمام منزلها وهي ترى اللون الأحمر طغى على ألوان
الحياة،الجميع يرتدون الأحمر حتى الرجال يتلفحون بالكوفية الحمراء ومنهم
من ارتدى حذاء الرياضة أحمر وجارتها العجوز ارتدت معطفاً أحمر وربطت حول
عنقها شالاً من الحرير الوردي.
يا الله...............ماذا حدث لهذا اليوم كيف فعل القديس فالنتاين هذا بالناس
أم يا ترى هم العطشى ليوم يعلنون فيه حاجتهم إلى الحب وإعلانه بهذه الطريقة الفظة
ألا يوجد في هذا العالم رجلاً واحداً يحمل وردةً واحدةً لي في هذا اليوم الأسود أقصد الأحمر
وحتى وصولها إلى الجامعة ولم يسقط نظرها على من يشبهها حالاً.
حاولت الجلوس في أي مكان خشية السقوط، اقتربت من مقعد يجلس عليه ثنائي
يحتفلان بعيد القديس الهالك وبينهما دب أحمر ملفوف بالتُل المرقط بالأبيض
والأحمر.
اختلست النظر إليهما فوجدت الشاب يمسك بوردة حمراء حائرة في يديه يهمس
بكلمات ثم يداعب يديها بالوردة وهي تخبئ علبة حمراء في يديها كل برهة
تمدها إليه ثم تعود بها مرة أخرى...............
يا الله لقد مللت هذا المنظر أو لعلي اشتقت إليه حتى الدببة آبت ألا تكون لي يوماً.
وقفت عازمة على العودة إلى منزلها لم يكن لها أن تغادره في هذا اليوم.
أدارت ظهرها لأسوار الجامعة ولزملائها وزميلاتها ،
وقفت على باب الجامعة تحاول أن تستقل سيارة أجرة خوفاً من الحافلة وما تجده فيها من شبح القديس
وبعد فترة ليست قليلة وقفت أمامها سيارة أجرة يجلس في المقعد الخلفي
القديس فالنتاين بذاته اثنان يغطيهما اللون الأحمر والملابس والهدايا
والورود و الأكياس والعطر الفج
وبعد تردد لم يطل أكثر من ثواني معدودة ارتمت بجوار السائق ورحلت بردائها الأسود
تمت
14/2/2010