---- من أنا..........و من أنتم....أيها العاشقين في كوكب البشريّة....
أنا من ساواني الفلاسفة بقانون الطبيعة...
أنا من وصفني الحكماء بقانون الجاذبيّة....
أنا سر الوجود....الأزلية و السرمديّة...
أنا المطلق و أنتم الحدود....فلا تتجرؤا على تحدّي اللاحدود....
أنا الكلّ و أنتم الأجزاء...... فلا تجزّؤونني طبق أهوائكم. الذاتيّة....
أنا الواقعيّة و أنتم النظريّة ....فلا تنظّروا في تفاصيل هويّتي الأبيّة....
أنا الموضوعيّة و أنتم الذاتّية..... فلا تحجّمون انفتاحي بأناكم العنجهيّة.....
أنا الفضيلة الحميدة..... فلا ترموا على عليائي خطاياكم الرّذيلة......
أنا الجمال الساحر.... فلا تشوّهوا بقباحة نفوسكم ملامحي الملائكيّة ......
أنا الأخلاق السامية ...فلا تقلّصوا سموُّي الى لا أخلاقيَّاتكم السٌّفليّة....
أنا الوطن و الإنتماء...فلا تبعثروا وطنيّتي في غربتم التًّشرُديّة....
أنا الحريًّة الحرية.... فلا تقيّدوا تحليقي بأغلال غيرتكم التملُّكية ......
أنا الصدق و الوفاء ... فلا تتّهمونني بالرياء و تطعنوا ظهري بغدركم ضحيّة...
أنا شمس الوضوح ....فلا تلوّنوا صفائي بغموضكم المبهم طلاسماً أعجميّة...
أنا الكبرياء و الكرامة .....فلا تنحتوا في شموخي تعجرفا و ذلاّ من وهم الإنفعاليّة....
أنا السلام و السعادة ....و أنتم من يضرم الحرب و الكراهية بفنون عبقريّة...
أنا المعرفة الجليّة...و أنتم الجهل في قوقعة الأنا المزيفة الجاهليّة....
أنا صحوة الضمير... فلا تٌسقطوا على ضميري سبات ذنوبكم المتخفيّة الهويَّة.....
أنا العطاء المعطاء....فلا تسيّجوا كفّي ببخل نفوسكم و قحط آمالكم الصحراويَّة...
أنا الموسيقى غذاءٌ الروح...فلا تهشّموا القيثارة و ترقصوا رقصة الأفعى أنغاما عشوائيّة....
أنا الالهام و الوحي .... و أنتم مجرد أبيات القصيدة في حروف نثرية و شاعرية....
أنا المسرحية على مسرح أحلامكم....أنتم اختاروا البطولة أو الأدوار الهامشية...
أنا الليل القرير العين رمزا للرومنسية ...و أنتم أشباح الدجى و صدى السوداوية....
أنا القطار و كل الزمن ....وأنتم التوقيت فاضبطوا عقارب الوقت التائه في فوضاكم العبثية....
أنا رجولة قيس و عنتر و المروءةوالفارس الشهم ...لست من يُتَّهم بأشباه الرجولة القبليّة...
أنا أنوثة الحياء و الأمومة و الغزل المتخايل... و ليس لي بالاغراء و العهر و الفنون الغجريّة...
أنا الاحجار الكريمة...الياقوت و الزمرد و العقيق ...و أنتم الحصى و الرمال و أوهام المرجانيّة...
أنا العبادة في العشق ...فما ذنبي ان اخترتم الأصنام و الطقوس الوثنيّة ....
أنا الطهارة والعفة الإنسيابية السندس ....فلا تُدنّسوا جلائي بشهواتكم ثعابين الوحشية....
----أنا من أسكن مراحل عمركم في كل مسام دورة الحياة الزمنية ...
منذ النطفة وليدة التوحد و الجنين في رحم الأمومة....
أنا الطفولة البراءة العفوية...فلا تقتلوا الطفل بأياديكم الإجرامية....
أنا المراهقة الجنونية و الصبا و تجدد الشباب أساطيرا فينيقية...
أنا الكهولة في حكمتها و حنانها و شيبها و خبراتها النضجية...
أنا الموت و السكرات في الهيام و لست غيبوبة السموم الإنتحارية....
----- أنا أسكنكم في ثناياكم الحسية و التجريدية....
أنا في فوضى حواسكم و أبعادكم الحسّيّة الجسديّة....
أنا العيون العاشقة والجفون الساهرة .... و لست الدمعَ غشاء البصر و نكرة البصيرة .....
أنا الآذان في فن الاصغاء لصوت الآخر. و لست قمع الصوت و أسواط الصمت الخطيرة....
أنا حاسة الشم جنان الشذى والعنبر...و لست الأشواك و عطر الفراق و قراصنة الجزيرة...
أنا حاسة الذوق في لغة الشهد و الغزل و القبل...و لست الشهية للرجم بالكلمات و لسان الرهينة....
أنا حاسة اللمس الحنان و التوحد ....و لست خدعة الشهوانية و النشوة المزيفة الغريزة......
----- و أنا أسكن أبعادكم الثلاثية الوجوديّة.........
أنا العقل نعم في عاطفة النضج و العقلانيّة ...لست جنون الهذيان و الظنون الزجاجيّة....
أنا النفس نعم في القدسيّة و التأمّلية ....لست الأمّارة بالسُّوء و التَّعذيب و عشق المازوشيّة ....
أنا الروح نعم....الروحانية و الإنسجام في التّواصل العشقي...لست محراب العبودية......
------أنا الحب..... أنا من يسكن عمق العناصر الكونيّة...
أنا التراب في الأديم الخصب.... فاختاروا البذور نوى للسنديان أو الاشجار القزميّة....
أنا الأثير و أنتم الطيور...فاختاروا تحليق الصقور أو رقة الكنارأو نحيب الأجنحة المبتورة ....
أنا المياه السلسبيل...فاختاروا كأس الكوثر أو العلقم أو الخمر أو الإبحار أو الغرق في غياهب مهجورة...
أنا النار...فاختاروا نوري و دفئي أو احترقوا باللظى و البراكين و تمرغوا ندما على أشلاء الرماد المنثورة....
أنا الحب........
أيها العاشقين....المتيمين الهائمين و المذبوحين التائهين .....
عرّفتكم على أسرار هويّتي الحقيقيّة و هويّة أعدائي الظالمين.....
و أنتم و لكم الخيار و القرار ....
فلا تتّهمونني و تكونوا شهود زور أمام أنفسكم و أنتم للحب قاتلين...
لا تتهموني بلعبة التناقضات و الازدواجية و أنتم أعداء أنفسكم و لللعبة العمياء متقنين...
ما الذنب ذنبي أيها العشاق .........
الحب أنا و أنتم أنا .....
ارتقوا نحو الكمال و تمرّسوا في تفكيك ألغازي الماورائيّة....
فأنا منكم و لكم و إليكم و السرٌّ بين كفَيكم ....
وقفت صارخا أخاطبكم فعذرا من سخطي عليكم.....
عذرا فاليوم يومي و كلمتي و حبي إليكم......
الحب أنا.....و أنتم أنا....تسكنونني و أسكنكم......
الحب أنا....و أنتم أنا.........فاقرؤا هويّتي كي تقرروا في عمقي هويّتكم...........]